.
.
الفصل الأول : اليوم الذي سيتغير به كل شيء
"بيب ... بيب ... بيب ... بيب!"
تحطيم !
" الصباح اللعين" ، تنهد رجل ، وعيناه ما زالتا نصف مغمضتين بينما حطم المنبه على الأرض .
تم تثبت قبضته المشدودة على الطاولة بجانب السرير حيث كان يجب أن يكون الجسم الملعون ( المنبه ) ، عادة ، كان سيعود إلى النوم ، مقنعًا نفسه أنه لا يزال هناك متسع من الوقت ، لكن ليس هذه المرة .
لم يحدث ذلك كثيرًا ، كان يجب أن تجعله يفكر .
هذا الصباح ، فك الشاب تشابك نفسه بشكل جيد من البطانيات ، عندما كان ينهض بدون قميص ، كان طوله ستة أقدام ، و عمره أكثر من عشرين عامًا ، كان أول ما تفكر به عندما رأيته هو أنه كان ... متوسط المظهر .
على الرغم من كونه يعاني من زيادة الوزن قليلاً ، إلا أنه بدا جيدًا عند ارتداء ملابسه ، قد يدرك شخص ما شديد الملاحظة الخطوط العريضة لبعض العضلات ، و بقايا الماضي القديم حيث كان على استعداد لممارسة الرياضة و تخفيف تناوله للوجبات السريعة ، لكن اليوم ، كان دافعه انتهي .
كانت بشرته شاحبة و لديه دوائر سوداء تحت عينيه ، لعب الكثير من ألعاب الفيديو وعمل يوميًا على الكمبيوتر ، مع القليل من حب الشباب ، و ليس كثيرًا ، لكنه يكفي لإظهار أنه كان بعيدًا عن القضبان .
كان شعر بني اللون ، لم يلمسه المقص أبدًا ، و لحية كثيفة عمرها أسبوعين و التي تزينه كل هذه الميزات الجذابة ، لحسن الحظ ، لا يزال وجهه يحمل بعض الإمكانات .
تناقضه سماته الجميلة و الحادة و عيونه المشتعلة المفتقرة للرقة ، من وقت لآخر ، كان يحل محله بريق حزين سوداوي ، يخنقه بسرعة و يلجئه للعبوس .
كان اسم هذا الشاب جيك ويلدرث ، يتيمًا منذ أن كان في الثالثة من عمره ، مات و الديه في الحرب العالمية الثالثة المزيفة في عام 2084 مثل كثيرين آخرين ، كان عمره 25 سنة اليوم ، نشأ منذ ذلك الحين على يد عمه كالين مع ابنة عمه أنيا ابنة عمه ، كانت طفولته كنهر هادئًا ، حسنًا ، تقريبًا .
كانت عائلة ويلدرث عائلة عريقة ، وليست أرستقراطية أو برجوازية ، لكنها متغطرسة و تطالب بما يكفي لإعطاء حياة صعبة لأحفادها ، لماذا تسأل ؟ لا يوجد إرث عائلي ، ولا أسرار تاريخية ، ولا يوجد سبب وجيه للدفاع عنه ، ثم ماذا كان ؟ فخر نقي .
كان لكل من في عائلة ويلدرث شيء واحد مشترك ، كانوا أذكياء ، ليس بأعجوبة الذكاء أو عباقرة القرن ، لقد كان في الواقع معدل قياس الذكاء يبلغ 130 أو أعلى .
قد يقول البعض أن الجينات لا تهم كثيرًا أو أن معدل الذكاء لم يكن مقياسًا جيدًا للذكاء ، كان الذكاء العاطفي ، بعد كل شيء ، أكثر فائدة عندما يتعلق الأمر بالنجاح في الحياة .
و مع ذلك ، عندما أصبحت عمومي في عائلة كبيرة ، فقد غير ذلك كل شيء ، عندما يكون الطفل محدودًا أو متخلفًا عقليًا ، يكون الوالدان أكثر تسامحًا ، مما يسمح لهما بفعل ما يريدانه ، لن تكون هناك متطلبات .
عندما يكون الطفل استثنائيًا ، على عكس المثال السابق ، يصبح الوالدان صارمين ، من ناحية أخرى ، لا يريدون أن يضيع طفلهم موهبته أو موهبتها ، من ناحية أخرى ، غالبًا ما ينقلون دون وعي أحلامهم الفاشلة إليهم .
و في عائلة ويلدرث ، كان هناك اعتبار ثالث ، عدم إحراج أنفسهم ، إذا كنت أكثر نجاحًا من أبناء عمومتك أو خالاتك أو أعمامك ، فلا بأس بذلك ، لكن لا يمكنك أن تكون أقل نجاحًا ، إن السخرية الناتجة عن المقارنات من شأنها أن تقضي على أي شكل من أشكال السعادة في الطفولة .
و هذا ما حدث لجيك ، كان عمه محسنًا و ابنة عمه أنيا واقية له ، حيث نشأ بسلام ، ومع ذلك ، سواء كان ذلك بسبب انطوائيته أو لأن وفاة والديه الأولين أثرت عليه ، لم يكن لديه سوى القليل من الأصدقاء ، جعلت التسهيلات الممتازة في المدرسة من السهل عليه الذهاب إلى الجامعة ، لكنه لم يتعلم أبدًا الانحشار و العمل الجاد .
خلقت الحياة المحمية عقلية مترددة و مماطلة ، لم يكن لديه أي فكرة عما يريد أن يفعله في حياته ، لأن الضغط المتزايد من أفراد أسرته الآخرين جعله هذا غير مرتاح بشكل متزايد ، مثل العديد من المهووسين المنعزلين وغير الاجتماعيين قبله ، و وجد طريقة للخروج من الواقع من خلال القراءة و مشاهدة الحفلات الصاخبة و لعب ألعاب الفيديو .
لم يكن الأمر سيئًا للغاية ، كرجل ذكي و منطقي ، اختار ربط حياته المهنية المستقبلية بمتعه الحالية ، ثم التحق بإحدى الجامعات المتخصصة في البرمجة و المعلوماتية .
لسوء الحظ ، سرعان ما شعر بالملل ، كان حجم التعلم لا يقارن بحجم العمل في المدرسة الثانوية ، حتى بالنسبة له ، تطلب الأمر بعض الجهد ، كانت متعة لعب ألعاب الفيديو ومتعة صنعها متباعدة للغاية ، كانت نتيجة ذلك أنه ترك الدراسة .
لقد جرب بعض المناهج الدراسية مثل الإدارة أو علم التحكم الآلي ( علم الروبوتات و الذكاء الاصطناعي ) ، لكن الملل كان لا يزال قوياً ، لقد حصل على درجة علمية في علم التحكم الآلي و البرمجة ، حيث استخدم عمه بحذر دائرة معارفه من أجل حفظ هذه السفينة الغارقة لابن أخيه .
ربما بدا هذا المسار الأكاديمي غريبًا في بداية القرن الحادي و العشرين ، لكن ليس في القرن الثاني و العشرين .
كانت تقنية الحوسبة الكمومية قد تقدمة ، تم حل الحد الذي تنبأ به قانون مور لتصغير الترانزستورات ، و تحسن أداء أجهزة الكمبيوتر مرة أخرى بسرعة .
حقق الذكاء الاصطناعي و الهندسة الحيوية تطورات هائلة ، كان علم التحكم الآلي النانوية ( علم الروبوتات المجهرية بحجم النانو ) أيضًا انفراجه كبيرة ،و تمكنت الأرض من إنشاء أول مستعمرة لها على سطح المريخ منذ أكثر من 40 عامًا ، و تم إتقان الطباعة ثلاثية الأبعاد ، حتى أنها سمحت بنسخ الأعضاء أو إعادة إنشائها باستخدام خلايا الجذعية كحبر ، و نعم ، لقد تطور الطب أيضًا كثيرًا .
رغم حسن حظ سكان الأرض ... ما زلنا نشعر بويلات الحرب العالمية الثالثة المزيفة في كل مكان ، حتى بعد مرور 25 عامًا .
بعد الامر عام 2070 ، تصاعدت التوترات الجيوسياسية ، حيث وصل عدد سكان الأرض لأكثر من 10 مليارات نسمة و لم يعد الوصول إلى مياه الشرب مضمونًا ،و أدى الاحتباس الحراري إلى تسريع ذوبان الجليد في القطبين ، مما أدى إلى اختفاء العديد من المدن الساحلية المعروفة و مجموعة من الجزر المحيطية تحت الماء .
تكيفت الدول الغنية مثل الولايات المتحدة أو الصين بسهولة ، حيث قامت بالاستثمارات اللازمة لحماية المدن الساحلية الرئيسية مثل نيويورك أو شنغهاي ، و اضطرت الدول الفقيرة إلى إعادة توطين جزء من سكانها إلى الداخل ، مما أدى إلى خسارة ضخمة في الأراضي .
و سواء كان النفط أو الماء أو المعادن النفيسة أو الأحجار الكريمة : مع استمرار العالم في استنزاف الطاقات الأحفورية ، استمرت قيمتها السوقية في الارتفاع ، و بطبيعة الحال ، أصبحت النزاعات أكثر و أكثر تواترا .
في عام 2084 ، كانت الحرب العالمية الثالثة على وشك الاندلاع .
في 14 مايو من نفس العام ، اندلعت بالفعل حرب مروعة ، لكنها كانت بعيدة عما كان ينبغي أن تكون عليه ، حتى اليوم ، لم يتم حل اللغز بالكامل .
لتلخيصها في جملة واحدة : تم القضاء على كل مدينة كبرى في يوم واحد ، موسكو ، طوكيو ، باريس ، واشنطن ، لندن ؛ تم محو أسماء كل عاصمة يمكن للمرء أن يفكر فيها من على وجه الأرض ، و لم يمنحوا اي تفسير ، لم يعبر أي مراسل حرب مغامر الطوق العسكري الذي قطع و وصول المدنيين إلى هذه المناطق .
في الواقع ، شهد الكثير من الناس على رؤية فطر نووي مبهر يزدهر في معظم هذه المدن ، و مع ذلك ، ظهرت العديد من التناقضات بسرعة من خلال ملايين الشهادات الغريبة .
لا تستطيع أي حكومة إسكات صوت شعبها بالكامل .
الشذوذ الأول هو أن كل الاتصالات - سواء عبر الهاتف أو الإنترنت - انقطعت قبل أيام قليلة من إطلاق الصواريخ النووية. ، بعض أفراد الأسرة و الأصدقاء و العشاق الذين أجروا مكالمة هاتفية مع أشخاص يعيشون أو يعملون في هذه المدن الكبرى قد سمعوا ببساطة ضوضاء ثابتة عالية قبل إنهاء المكالمة دون أن يتمكنوا من التدخل .
بعد أن فقدت الاتصالات ، لم يعد أحد ، حتى هذه اليوم ، لم تقدم الحكومات بعد تبريرًا مرضيًا لأقارب الضحايا ، أضف إلى ذلك الأدلة الغريبة عبر الصور أو مقاطع الفيديو الهاتفية لضوء قوس قزح متداخل و متموج قادم من هذه الأماكن ، أو الصور قليلة للمناطيد غريبة .
لم يكن الناس بحاجة إلى المزيد للتكهن و التوجه بنظرية خاصة بهم .
كانت نظريات الإرهاب أو نظريات الحرب العالمية الثالثة ، في الواقع ، أقل شعبية ، و المهيمن كان الغزو الفضائي ، ليس بسبب صور السفن الغريبة النادرة أو صمت الحكومة ، و لكن لأن حكومة الأرض رأت النور بعد فترة و جيزة .
إذا كان لديك في حياتك أي اهتمام بالتاريخ أو السياسة ، فمن المحتمل أن تعرف أنه حتى لو كان هناك خاسر واضح من أي من الجانبين ، كان من المفترض أن تستغرق المفاوضات وقتًا طويلاً ، أشهر إن لم يكن سنوات قبل الاتفاق على الإجماع ، خاصة في الحالة النظرية للحرب العالمية الثالثة التي ستشارك فيها العديد من الدول .
و مع ذلك ، حدث ذلك ، و كانت حكومات الأرض أو حكومة الأرض المتحدة ، خلقت في أربعة أيام بالكاد ، كل دين و قوة تتحدث بصوت واحد .
من المفهوم أن حكومة الأرض الجديدة هذه لم تستطع تقديم أي رد على الإطلاق ، اختاروا حلاً نادراً ما يُرى في السياسة : المماطلة ، و بعد عامين من "الحرب العالمية الثالثة المزيفة" ، كما يطلق عليها الآن ، أصدرت الحكومة المستقرة إعلانًا لتهدئة الجماهير ، تمت إعادة بثها مرات عديدة بحيث تمكن جيك من قراءتها عن ظهر قلب ، على الرغم من صغر سنه في ذلك الوقت .
" مواطني الأرض ،
"ما حدث في 14 مايو أمر غير مسبوق لدرجة أنه لا يمكن استئنافه في بضع كلمات ، للأسف ، لا يمكننا إخباركم بحقيقة ما حدث الآن ، نحن نحقق في الوقت الحالي ، و الجزء الذي نعلم أنه أمر هائل لدرجة أن معظم الناس لن يكونوا مستعدين لذلك .
" في السنوات القادمة ، ستتغير الطريقة التي نعيش بها ، لكنكم ستتحملون هذا ، ستتكيفوا بسهولة مقارنة بما سيأتي ، سيكون يوم اللاعودة عقدين في المستقبل ، في حوالي عشرين عامًا من الآن ، سيحدث شيء ما في يوم محدد للغاية ، حتى أننا لا نستطيع تحديد متى سيحدث بالضبط ، يمكن أن نكون في حالة توقف من بضعة أشهر إلى عدة سنوات .
" لكن هذا سيحدث ، عندها لن تكون حياتنا كما كانت "
كان ذلك قبل اثنين و عشرين عاما ، لقد كان بعد عامين .
لم يكن جيك ، الذي كان ينظف أسنانه الآن ، يعلم أنه هذا الصباح عندما استيقظ ، ستتخذ حياته منعطفاً لم يكن ليتخيله ، اليوم كل شيء سيتغير .
16 أغسطس 2106 .
.
.